لم يكن تجاوز مثقفي جرش وكتابها في مهرجان جرش ممارسة جديدة لدى إدارة
المهرجان، فقد كان مثقفو جرش في كل عام يعلنون اعتراضهم ومقاطعتهم على أمل أن
تتغير هذه الممارسة في العام اللاحق، غير أن القائمين على المهرجان فيما يبدو
يصرون على استبعاد أبناء جرش من المثقفين والكتاب، بل يهمشونهم في مدينتهم فيقيمون
لهم فعاليات محلية على هامش المهرجان، وكأن المشاركة في الفعاليات المحلية تجعل
تجاوز مثقفي وكتاب جرش في فعاليات المهرجان الرسمية أمرا طبيعيا. وقد ذهبوا إلى
أبعد من ذلك حين استبعدوا شعراء ومثقفي الجارة التوأم لجرش: عجلون، وكأنهم يتحسسون
من كل من هو قريب جغرافيا من موقع المهرجان.
إننا نعرف أن رابطة الكتاب الأردنيين هي المخولة بتسمية المشاركين في
مهرجان جرش، ونعرف أيضا أن الرابطة استبعدت فرعي جرش وعجلون من المشاركة في مهرجان
السوسنة الشعري، ونود لو تدلي الهيئة الإدارية للرابطة بمبررات هذا الموقف
المستهجن من محافظتين أردنيتين أصيلتين لا يستطيع ناظر إليهما أن ينكر أنهما كانتا
على الدوام مصدراً للإلهام والإبداع.
ولعل من الواضح في هذا السياق أن هذا التهميش يقع في إطار تهميش المركز
للأطراف، على أن هذه المركزية لا تنبع من مركزية ثقافية تعتمد معايير موضوعية، بل
هي مركزية تأتي ضمن الدوائر المغلقة التي تحتكم إلى مجموعة من الأصدقاء الذين
يقربون هذا ويستبعدون ذاك، يعني بالتعبير الدارج تحتكم إلى ما يعرف بــ(الشلة) وقد
شاءت إرادة من يهيمن على هذه (الشلة) أن يكون مثقفو جرش وعجلون خارج المشهد. حتى
أنهم حين فكروا في دورات سابقة بواحدٍ من الشعراء الذين ينتمون إلى هاتين
المحافظتين الرائدتين ثقافيا وضعوه في أمسية هامشية بعيدا عن عمان أو موقع
المهرجان الرئيسي.
ويمكن للمتقصي أن يلحظ ورود أسماء في مهرجان الشعر وفي ملتقى السرد لا تملك
سيرة متميزة أو آثارا معروفة، وكان من الأولى أن تكون لجيران المهرجان مشاركة في
هذه الفعاليات، فهم أصحاب آثار ثقافية بارزة، على الرغم من تجاهل (الشلة) نفسها
لوجودهم الثقافي المتميز الذي تشهد له محافل كثيرة بعيدة عن تأثيرات هذه (الشلة).
نحن لا نتحدث عن محاصصة، مع أن كل ما في بلادنا قائم على المحاصصة؛ بل عن
تعمد تهميش مثقفي جرش وعجلون، خاصة أن عينة من مثقفي كل المدن الأردنية مشاركون
بقصد أو دون قصد من قبل المنظمين، فهل انتشر المثقفون في كل المدن غير جرش وعجلون،
أم أن هناك محاولة مقصودة للتهميش؟ وتهميش مَن : "المعازيب" أي أصحاب
البيت الذين يشعرون بالحرج عندما يتم إدارة الجلسات من قبل ضيوف قادمين من أماكن
أخرى.
وعلى إثر هذا التهميش المقصود يعلن فرع رابطة الكتاب الأردنيين في جرش وفرع
رابطة الكتاب الأردنيين في عجلون مقاطعتهما لفعاليات مهرجان جرش في هذا العام، والاحتجاج
رسميا على أداء الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، الجهة المنظمة للبرنامج
الثقافي في مهرجان جرش للثقافة والفنون. كما ويعلن الدكتور شفيق النوباني، من فرع
جرش انسحابه من المشاركة الوحيدة التي جاءت من خلال الفعاليات المحلية للمهرجان.
وعلى إثر ما يحدث من إقصاء وتهميش وتجاهل لكتاب جرش وعجلون نطالب وزارة الثقافة
بنظرة أكثر موضوعية وأكثر تمثيلاً لحياتنا الثقافية.
الموقعون
- علي طه النوباني – رئيس فرع رابطة الكتاب
الأردنيين في جرش
- د. سلطان الزغول / رئيس فرع رابطة الكتاب
الأردنيين في عجلون
الشاعر: عمار الجنيدي ، د. إسماعيل القيام، د.
شفيق طه النوباني، د. علي المومني، د. يوسف ربابعة، د. مريم جبر فريحات، د. رفعات
الزغول، د. جهاد المرازيق، الشاعر: حافظ عليان، الكاتب المسرحي: جمال نواصرة،
القاص: ربيع ربيع، الشاعرة: ميسون طه النوباني، الروائي: حسام الرشيد، القاص: عبد
الله الحناتلة، القاص: محمد علي فالح الصمادي، الشاعر: عبد الرحمن القضاة، القاص:
عامر الشقيري، القاص: فارس علي الزغول، القاصة: مُسيد المومني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق