عمان - بالأمس أقدم الرئيس الأمريكي على إرتكاب عدوان جديد على الشعب الفلسطيني والأمة العربية بإعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني, وإيعازه لنقل سفارة بلاده إليها, وهو بهذا القرار يجسد مقدار التحيّز للعدو الصهيوني والتواطؤ معه في محاولته اليائسة لطمس الهويّة العربيّة لفلسطين, وتزوير تاريخها, والإساءة لقيمها ومقدساتها, وتركيع وإذلال شعبها وإقتلاعه من أرضه.
وما
علم هذا القابع في البيت الأبيض الذي يقف على رأس أعتى الدول التي نهضت
على الظلم والعدوان والطغيان, وأبادت الهنود الحُمر, وجسدت العبودية
واستخدمت أسلحة الدمار الشامل والقنابل الذرية ضد المدنيين ورعت كل أنواع
الإرهاب في العالم, ودمرت شعوباً وبلداناً آمنة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
لم
يدر الرئيس الأمريكي أن إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة الأمة العربيّة قد
صمدت في وجه كل المؤمرات, وكل جيوش العدوان, وقهرت إرادة المحتلين رغم ما
لحق بها من دمار وأصابها من أوضار الشر .
لم
يدر هؤلاء المتغطرسون أن فلسطين تعيش في قلب كل عربي أينمّا حل, وحيثما
ارتحل, وأن القدس أولى القبلتين, وثالث الحرمين الشريفين, وأرض كل المقدسات
الإسلامية والمسيحية, وأنها قبلة العرب والمسلمين والمسيحين, وأن مآذنها
وكنائسها وقبابها موجودة في الضمائر قبل أن تكون في الأرض,هي قدس الأقداس
عاصمة فلسطين, لم ولن تكون عاصمة لدولة الإحتلال مهما تجبر, ومهما فرض من
القيود والقوانين المجحفة على أبنائها, وفلسطين أرض عربية لن يحولها
الإحتلال إلى أرض (يهودية), مهما بنى من مستعمرات ومستوطنات, ومهما وقع من
اتفاقيات مع هذا وذاك, فحيفا واللد والرملة وعكا ستظل أسماء وأماكن نستمد
منها العزيمة على رفض كل محاولات التهويد, وفرض الإستسلام على شعبنا الأبيّ
الصامد, الرافض لكل مشاريع التسويّة والإستسلام والإتفاقيات الباطلة التي
لا تستند إلى حق قانوني أو إرادة شعبية.
لقد
أسقطت الولايات المتحدة بهذا القرار كل إدعاءاتها بأنها راعية السلام,
وحامية الأمن, وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها الراعية بإمتياز
للإرهاب والعدوان, وأنها العدو الأول للامة العربية, فقد دمرت العراق
وسوريا وليبيا واليمن, وافغانستان وغيرها, ونهبت مع حلفائها الغربيين ثروات
الأمة, وسخرتها لخدمة مخططاتها.
إننا
ونحن نستنكر هذا القرار فإننا ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني إلى توحيد
إرادته, والتمسك بالمقاومة سبيلاً لتحرير أرضه ومواجهة النتائج المترتبة
على هذا الفعل الشنيع, ومقاومة كل أشكال الإستيطان, كما نطالب بإلغاء
الإتفاقيات التي وقعت مع العدو الصهيوني, وإغلاق سفاراته وقنصلياته في
العواصم العربية, ورفض كل أشكال التطبيع معه, وفي الوقت نفسه فإننا نحث
الجماهير العربية على دعم إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني ومقاطعة السلع
والبضائع والشركات الأمريكية, والمطالبة بإغلاق القواعد العسكرية المنتشرة
في المنطقة العربية, ووقف كل التسهيلات التي تقدم لقواتها, كما نؤكد على
ضرورة تواصل الفعاليات الشعبية الرافضة لهذا القرار.
عاشت فلسطين حرة عربية
عاشت القدس عاصمة أبدية لفلسطين
ورمزاً حقيقياً للسلام والمحبة
والخزي والعار للمحتلين وحلفائهم وأعوانهم .
التاريخ : 7/12/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق