نعبرنحن أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين في فرع جرش عن
احتجاجنا على أجواء انتخابات الرابطة التي يسودها تبادل الاتهامات والتخوين، وتَعَمُّدُ
الإساءات المباشرة وغير المباشرة، والتي ينبثق عنها لغة عصبيّة لا تليق بالرابطة
من وجهة نظرنا، فما هو الفرق بين الكتاب والمثقفين من جهة، والظلاميين التكفيريين
من جهة أخرى إذا انطوى خطاب المثقفين على رفض الآخر وتخوينه بعجرفة ظاهرة.
ونرى أن التكتلات والتحالفات الظاهرة حتى الآن لا تبشر
بتغير قادم ذي قيمة في طريقة إدارة الرابطة، أو في الدور الثقافي والنقابي والفكري
الذي يفترض أن تقوم به هذه المؤسسة الوطنيّة، بما فيه من تحقيق مكتسبات للكتاب
تساعدهم على الإنتاج الإبداعي الذي من شأنه أن يساهم في الارتقاء بالذوق العام،
ومن شأنه أيضاً أن يشجع على ظهور مبدعين جدد يحملون الراية من بعدنا.
لقد أصبح واضحاً للجميع أن التكتلات والتحالفات التي
تخاض من خلالها انتخابات الرابطة؛ إنما يحركها كيانات سياسية وحزبية لا تنبثق من
هم الكاتب واحتياجاته المتنوعة ثقافية كانت أم سياسية أم فكرية، ولا تنبثق من
أهداف الرابطة التي أسست من أجلها، مما يُفقد الرابطة دورها الطليعي المفترض في
إعادة تشكيل الثقافة الوطنية، بما ينسجم مع مستجدات العصر وإيجادِ ثقافة قادرة على
الصمود في وجه الثقافات الأخرى التي باتت مُستقطِبة وجاذبة لفئات المجتمع الأردني بكل
تنوعاتها، وبما فيها من احترام للرأي والرأي الآخر بعيدا عن أي شكل من أشكال
التعصب والتطرف.
وهكذا وبدلاً من أن يصوغ المبدعون الرؤى للسياسيين
وللمجتمع؛ أصبحوا يتلقون الصياغات العقيمة، والخطابات الرتيبة، والقوالب الركيكة،
من أحزاب فشلت تاريخياً في تحقيق أي من أهدافها، وجاء منظروها لكي يبرئوا أنفسهم
من حلقاتهم المفرغة في مؤسسة تأسست أصلاً للنهوض بهموم المبدع، وليس لتطهير أشخاص
سَموا أنفسهم مناضلين وفشلوا في الوصول إلى الجماهير في مؤسسات عُرِّفت في القانون
لهذه الغاية.
وعليه فقد قررنا وبالأساليب الديمقراطية المحترمة مقاطعة
الدورة الحالية لانتخابات الرابطة، احتجاجاً ونأياً بأنفسنا عن هذه الأجواء
العصابية التي لا تنتج سوى مزيد من الانهيار والفشل الذي يضاف الى ما لا يحتاج الى
وصف في هذا الواقع العربي المشرذم.
ولا يعني هذا ابتعادنا عن الساحة الثقافية الأردنية
والعربية مساهمين إيجابيين في الارتقاء بالعمل الثقافي، ومحتفظين بحقنا في حضور
انتخابات الرابطة، أو التفاوض مع أي تكتل جديد لتغيير موقفنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق